كيفية التكيف في بلد آخر: نصائح للطلاب الأجانب

الدراسة في الخارج هي فرصة جديدة وتجربة مذهلة، ولكن في الوقت نفسه، فإنها حياة في ظروف غير عادية، بعيداً عن العائلة والأصدقاء. وسوف تستغرق عملية التكيف بعض الوقت. وهنا إليك بعض النصائح لجعل هذه العملية أسرع وأكثر سهولة.

لا تستسلم للإحباط

في البداية قد يكون هناك حنين للوطن. فهذا رد فعل طبيعي على الظروف المعيشية الجديدة (المناخوالغذاء واللغة) – ولكن لا تستسلم لليأس. معظم الطلاب الذين جاءوا للدراسة في الخارج، واجهوا لحظة عندما فعندما سيطر عليهم اليأس، أرادوا الاستسلام والعودة من حيث أتوا. فما عليك سوى الانتظار وممارسة أعمالك الخاصة، وبعد فترة من الوقت سوف يمر هذا الشعور. والأمر الأهم هنا هو عدم الخجل من طلب المساعدة وتكوين صداقات جديدة وإدراك أن أي صعوبات هنا هي مؤقتة.

تواصل أكثر ولا تنغلق على نفسك

© MISIS

وبطبيعة الحال، كل الناس لديهم احتياجات مختلفة للتواصل، ومع ذلك، وحتى لو كنت انطوائيًا بطبيعتك، فحاول ألا تصبح منعزلًا عن الآخرين. وفي كثير من الأحيان، تقوم الجامعات بترتيب حفلات تعارف (meeting party) حيث يمكن للطلاب الوافدين حديثًا التعرف على بعضهم البعض. كما أنه يوجد في الجامعات أندية تجمع الطلاب الأجانب، حيث يلتقي هناك الشباب، ويناقشون مختلف القضايا، ويتحدثون عن ثقافة وتقاليد بلدانهم. وكذلك، توجد في الجامعة عادةً اتحادات طلابية تابعة لدول معينة، لكن لا ينبغي عليك التواصل فقط مع مواطني بلدك، إذ أنه من الأفضل تكوين صداقات مع أناس من بلدان مختلفة، وهذا هو أحد مزايا الدراسة ضمن وسط متعدد الثقافات. ويتحدث العديد من الطلاب الأجانب، بأنهم كوّنوا صداقات مع طلاب روس، وأن هذا الأمر ساعدهم كثيرًا على فهم التقاليد المحلية وقواعد السلوك المحلية بشكل أفضل، وكذلك حب المطبخ الروسيوحتى تعلم كيفية طهي بعض الأطباق بمفردهم.

التواصل مع المتطوعين

© SPbPU

يوجد في معظم الجامعات منظمات تطوعية وأقسام للتكيف الثقافي والاجتماعي. وتتجسد مهمتهم في تقديم كافة أشكال الدعم للوافدين الجدد: استقبال الطلاب الأجانب في المطار أو محطة القطار، وتعريفهم على الحرم الجامعي والمدينة، ومساعدتهم في الانتقال إلى السكن الجامعي، وكذلك التعامل مع مشاكل الحياة اليومية. وتُقام فعاليات لمساعدة الطلاب على التكيّف: إرشاد الطلاب، وتعريفهم بالحياة الطلابية، أين يمكنك تصريف النقود، وشراء المواد الغذائية، وتناول الطعام، و كيفية الوصول إلى الحرم الجامعي، وغير ذلك. كما يدعم المتطوعون الطلاب الأجانب أيضًا أثناء العملية الدراسية، حيث يمكنك الرجوع إليهم دائمًا من خلال طرح الأسئلة عليهم أو طلب الاستشارات أو المساعدة.

تعلم لغة وثقافة البلد

© MISIS

غالبًا ما يعترف الطلاب الأجانب بأن إحدى الصعوبات الرئيسية في روسيا بالنسبة لهم تتمثل في عدم معرفتهم باللغة الروسية. فهم لم يتمكنوا من شرح ما يريدون؛ ولم يفهمهم الناس دائمًا. فهذه المشكلة خاصة فقط بالمدن الصغيرة؛ أما في المدن الكبرى، فالكثير من السكان يتحدثون، وخاصة الشباب منهم، اللغة الإنجليزية. وعلى أي حال، سيكون من الأهمية بمكان تعلم أساسيات اللغة الروسية، حتى وإن كنت قد جئت للدراسة في إطار برنامج اللغة الإنجليزية. حيث يمكن تعلم بعض العبارات الأساسية بشكل مسبق، وبذلك سيكون الأمر أسهل بكثير. وعادةّ ما تكون دورات تعليم اللغة الروسية متاحة للطلاب الأجانب في الجامعة، وفي بعض الجامعات يجري تدريس دورات تكيفية خاصة للطلاب المبتدئين، يجري الحديث فيها عن خصائص الثقافة والعقلية الروسية، ويعلمونهم عبارات بسيطة باللغة الروسية حتى يتمكنوا من التواصل على مستوى الحياة اليومية. من الأهمية بمكان عدم الخجل من التحدث للآخرين باللغة الروسية والممارسة العملية قدر المستطاع. بالطبع، سوف ترتكب أخطاء، لكن هذا أمر طبيعي، لن يلومك أحد عليه، بل على العكس، سيكونون سعداء لأنك تحاول تعلم اللغة.

المشاركة في الفعاليات المثيرة للاهتمام

© ETU "LETI"

تعلم المزيد وبشكل مسبق عن المدينة التي تقع فيها جامعتك، وشاهد ما هو مثير للاهتمام هناك، وما هي المعالم السياحية. في وقت فراغك، اذهب بالرحلات، وقم بزيارة المتاحف. وكقاعدة عامة، تقام وفي كل مدينة العديد من الفعاليات المتاحة للطلاب، والتي غالبًا ما تكون مجانية. حيث يمكن العثور على معلومات عنها على شبكة الإنترنت. وفي وقت فراغك، وفي عطلات نهاية الأسبوع وفي أيام العطل والأعياد، سافر. ففي روسيا، هناك عدد كبير من الأماكن الممتعة والتي تستحق الزيارة. وفي هذه الرحلة قم بدعوة زملاء الدراسة لمرافقتك، فالسفر مع مجموعة من الأصحاب هو أرخص وأكثر متعة.

شارك في النوادي والجمعيات المحلية

© TPU

الحياة الطلابية في الجامعات الروسية غنية جدًا لدرجة أنه لا يوجد وقت للملل النوادي مفتوحة حسب الاهتمامات وموضوعاتها متنوعة: من السينما واللغات الأجنبية إلى لعبة الشطرنج والمشي لمسافات طويلة. وهناك العديد من الفرص للإبداع، فتُقام المسارح الطلابية والفنية ومسارح الرقص واستوديوهات الموسيقى. وبالطبع، هناك أيضًا الأقسام الرياضية، إذ توجد صالات رياضية، وملاعب، وأحواض سباحة، وفي معظم الجامعات توجد فرق كرة القدم والكرة الطائرة الخاصة بها. وبشكل منتظم تُقام المهرجانات والحفلات الموسيقية في أيام الأعياد وكذلك الأيام الثقافية الوطنية، حيث يستطيع الطلاب الأجانب المشاركة في تنظيم هذه الأحداث وأيضًا أن يكونوا فنانين فيها.

ابق على تواصل مع عائلتك

© MISIS

يساعد التواصل مع الأحباء في الحصول على الدعم والشعور براحة أكبر. لهذا السبب، اتصل بانتظام بالعائلة أو الأصدقاء، إذ أن هذا الأمر في غاية الأهمية خاصة في البداية، حتى تكون قد شكلت معارف لك. وفي روسيا، الإنترنت سريع وغير مكلف، لذلك لن تواجه مشاكل مع الاتصالات. في معظم الأحيان، تتوافر خدمة الواي فاي المجانية في المباني التعليمية، وفي السكن الجامعي هناك خط انترنت مخصص لكل غرفة. ومع ذلك، لا ينبغي إهدار الوقت بالتحدث كثيرًا مع العائلة، قم بتخصيص وقت معين لذلك، وحاول أن تقضي معظم اليوم في التعرف على البيئة الجديدة، واستخدام الفرص التي تتيحها الدراسة في بلد آخر بأقصى قدر ممكن.